![]() |
المجال: الأنطولوجيا – المقاربة: الوجودية |
للوهلة الأولى، تبدو هذه الفكرة شبيهة بفكرة سيدهارتا غوتاما، البوذا، الذي قال أن لا مفر من الشقاء في حياة الإنسان. ولكن جواب أونامونو على الشقاء جواب مختلف تماما عن جواب البوذا، فعلى عكسه لا يرى أونامونو أن الشقاء مشكلة يجب تجاوزها بواسطة التزهّد، وإنما جزء أصيل في معنى أن نكون بشرا، وتجربة إنسانية حيوية.
إن كان كل وعي هو وعي بالفناء والشقاء الإنساني، وإن كان الوعي هو الذي يميزنا كبشر، فالسبيل الوحيد لإعطاء حياتنا ثقل ومعنى هو في اعتناق الشقاء. إن تجاهلناه، أي الشقاء، فإننا لا نتجاهل ما يميزنا كبشر فحسب، بل وأيضا نتجاهل الوعي ذاته.
الحب أو السعادة
هنالك بُعد أخلاقي لفكرة أونامونو عن الشقاء. يزعم أن من الضروري الإقرار بألمنا، لأنه إن وجهنا حقيقة شقاءنا صار بإمكاننا أن نُحب الكائنات الشقية الأخرى. هذا يضعنا أمام خيار حاسم؛ إما أن نختار السعادة ونفعل كل ما في طاقتنا لتجاهل الشقاء، وإما أن نختار الشقاء والحب. الخيار الأول قد يكون أسهل، لكنه يجعلنا منقوصين، إذ يبتر جزءا أصيلا فينا. الخيار الثاني هو الخيار الأصعب، ولكنه الخيار الذي يفتح الطريق أمام حياة حافلة بالعمق والمعنى.