|
ظهرت الفكرة التي تقول، إن أفضل التحليلات الماركسية هي التحليلات التي تتناول حالات الفشل، في مقابلة اجراها الفيلسوف السلوفيني سلافوي زيزاك عام 2008. فلقد سُئل زيزاك في المقابلة عن رأيه في أحداث تشيكوسلوفاكيا عام 1968، حيث لم تكد تبدأ فترة من الإصلاح، هدفت إلى تخفيف مركزية القرار وزيادة الديمقراطية في البلد، حتى اُنهيت على نحو عنيف من قبل الاتحاد السوفييتي وحلفائه. أجاب زيزاك، أن سحق الإصلاحات أصبح لاحقا مصدرا لأسطورة حملها اليسار السياسي، وهي: لو أن الإصلاحات سارت في طريقها، لحلَّ على أثرها رفاه سياسي واجتماعي.
في رأي زيزاك أن هؤلاء اليساريين مُنكبين على فشلهم، لأن هذا يُمكِّنهم من توليد أساطير حول ما الذي كان سيحدث لو أنهم نجحوا. كذلك تُتيح حالات الفشل لليساريين “موقفا أخلاقيا آمنا”، لأن فشلهم يعني أنهم لم يكونوا في موقع السلطة، ولم يتم اختبارهم عمليا. ويصف زيزاك هذا الموقف بأنه موقف “ممانعة مريحة”، مما يسمح لليسار تجنُّب قضايا جدية كقضية إعادة تقويم طبيعة الثورة السياسية. وبالنسبة لزيزاك – وهو الماركسي المتفاني في ماركسيته – فإن مسائل جادة حيال طبيعة السلطة السياسية يُعتَّم عليها من خلال مناقشات لا تنتهي حول جنة ضائعة.