-
هرقليطس (535 – 475 ق.م): كلُّ شيء في حالة من الجريان
بينما كان الفلاسفة اليونان الأوائل مُنكبين على تفسيرات علمية لطبيعة الكون، كان هرقليطس يرى أن الكونَ محكومٌ بعقلٍ إلهيِّ: «لوغوس». وفي حين فُسِّرَ اللوغوس على أنه «علة» أو «حجة»، عده هرقليطس قانونا كونيا كُليًّا تنوجِد به جميع الأشياء وبه تبقى جميع عناصر الكون في حالة اتزان. اعتقد هرقليطس أن التوازن بين المتضادات، كالليل والنهار، والسخونة…
-
طاليس (624–546 ق.م): من الماء صُنِعَ كُلُّ شيء
بدأت شعوب شبه الجزيرة الإغريقية، خلال العصر العتيق (من وسط القرن الثامن إلى القرن السادس ق.م)، بدأت بالاستقرار في مجموعة من دول-المدينة، وأنشأت نظاما أبجديا للكتابة، كما دشنت ما أصبح يعرف بالفلسفة الغربية. لقد اعتمدت الحضارات السابقة على الدين لتفسير الظواهر التي تحيط بها في العالم، أما الآن فقد ظهر نوع جديد من المفكرين الذي حاولوا إيجاد تفسيرات عقلانية…
-
هنري ديفيد ثورو (1817-1862): هل يجب على المواطن أن يُخضع ضميره للقانون؟
بعد مضي ما يقارب القرن من إعلان جان جاك روسو القائل إن الطبيعة في جوهرها طيبة، قام الفيلسوف الأمريكي هنري ثورو بأخذ الفكرة إلى مدى أبعد، فقال: “كل ما هو جيد هو برّيٌّ وحر”، فيما قوانين الإنسان تقمع الحريات المدنية، بدل أن تحميها. لقد رأى أن الأحزاب السياسية استبدادية بالضرورة، وأن سياساتها تسير على الضد…
-
سلافوي زيزاك (1949): أفضل التحليلات الماركسية دائما ما تكون تحليلا لفشل
ظهرت الفكرة التي تقول، إن أفضل التحليلات الماركسية هي التحليلات التي تتناول حالات الفشل، في مقابلة اجراها الفيلسوف السلوفيني سلافوي زيزاك عام 2008. فلقد سُئل زيزاك في المقابلة عن رأيه في أحداث تشيكوسلوفاكيا عام 1968، حيث لم تكد تبدأ فترة من الإصلاح، هدفت إلى تخفيف مركزية القرار وزيادة الديمقراطية في البلد، حتى اُنهيت على نحو…
-
أبيقور (٣٤١-٢٧٠ ق.م.): لا شيء هو الموت بالنسبة لنا
نشأ أبيقور في زمنٍ وصلت فيه الفلسفة إلى ذروتها في أفكار أفلاطون وأرسطو، وهو زمن انتقل تركيز التفكير الفلسفي فيه من الفلسفة الأولى (الميتافيزيقا) إلى الأخلاق، وكذلك من الأخلاق السياسية إلى الأخلاق الشخصية. وكيفما كان الأمر، فلقد وجد أبيقور بذور مدرسته الجديدة في أفكار الفلاسفة المتقدمين، مثلا في فحص سقراط للحقائق القيمية والمفهومية التي ينطوي…
-
دسيدريوس إراسموس (١٤٦٦-١٥٣٦): في الجهل تكمن الحياة الأسعد
“تُبلَغُ السعادة حين يدرك الشخص أنه مستعدٌ لأن يكون على سجيته”. تعكس رسالة دسيدريوس إراسموس، المدعوة في تفضيل الحماقة، الأفكار الإنسانوية التي بدأت باجتياح أوروبا مطلعَ عصر النهضة، والتي مارست دورا رئيسا في الإصلاح الديني. إنها سخرية لاذعة من المفاسد، والمهاترات العقديَّة، التي وقعت فيها الكنيسة الكاثوليكية، تنطوي على رأيه الجديّ الذي يقول: إن…